انتخابات العراق
جاء في حديث نسب الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال:
كما تكونوا يولى عليكم
سواء كان هذا الحديث صحيح او ضعيف او غيره فان مقولته صحيحة يتقبلها
العقل السليم وقد افرز التاريخ امثلة كثيرة عن ذلك
في هذه الايام تجري الاستعدادات للانتخابات البرلمانية العراقية. الانتخابات شيء جيد وديمقراطي ولكن اذا مورس
بشكل صحيح من قبل الناخبيين والمرشحين. في
العراق الامر ليس بهذه السهولة وطرفي المعادلة الانتخابية ليس لديهم النضوج خاصة
مع تدخل الاطراف الخارجية.
الاحزاب السياسية في العراق قائمة على الاساس الطائفي والمذهبي
والقومي وهي تحاول خداع المواطن البسيط على هذه الاسس. وتكاد تغيب عن هذه الاحزاب المباديء الوطنية
وليس لديها برامج تنموية واقتصادية. وعليه
فان اي حزب يستلم السلطة لايمكن له النجاح مع هذه السلبيات القاتله والتناحر وعدم
التسامح والعقلانية. ربما هناك بعض
التكتلات التي برزت مؤخرا تحاول ان تضم اطياف عراقية مختلفة من الشيعة والسنة
والعرب والاكراد وغيرهم ولكن لسي لديهم رؤية عن مستقبل العراق على المدى القريب او
البعيد خاصة فيما يتعلق بالخدمات والقضاء على العنف واستيعاب العراقيين على
اختلافهم في بودقة الوطن الواحد.
ان تجربة نوري المالكي في الوزارة السابقة لم تكن موفقة وبقيت
الخلافات على اشدها بل واضعفت العراق اكثر وسهلت الارهاب والعنف. تلك الوزارة جلبت اعداء اكثر من الاصدقاء ولم
تتمكن من توحيد الصف العراقي بل وبقيت الخدمات الصحية والتعليمية والاخرى مصابة
بنفس الداء السابق لم يتم تأهيلها. عانت
وزارة نوري المالكي من النقص الشديد والتشرذم ولم يكن لها دور في السياسة الخارجية
وبقيت وزاراتها الاساسية بيد رئيس الوزراء واستجلبت الاعداء ولم تكن صريحة مع
الشعب. ونحن عندما نتكلم عن وزارة المالكي
هذا لايعني فقط حزبه ولكن ذلك يعني هو وشركائه في الحكومة المبنية على اسس طائفية
وليست مهنية. فهذا يعني كل المكونات
الحالية التي لها وزارت مثل كتلة عمار الحكيم وجماعة النجيفي والمطلك وتيار الصدر
وغيرهم.
اليوم وكما في كافة البلدان التي تجرى فيها انتخابات العراق بحاجة الى
التغيير فلا يمكن لنفس الوجوه ان تستمر في الحكم او البرلمان. يجب اعطاء الفرصة الى الوجوه الجديدة المهنية
وغير الطائفية وهذا يعتمد على دور الناخب العراقي. وعليه فان الناخب العراقي يجب ان يكون واعيا
ولايعطي صوته بناءا على الاغراءات والوعود الكاذبة. كما وان جزء من الوعي هو ان لايبوح المواطن
لمن سينتخب بل يبقي ذلك خاصا به ولايعطي اشارات للمرشحين بانه سوف ينتخبهم او سوف
لاينتخبهم. فليعملوا ما شاؤوا من دعاية
والناخب يسمع ولكنه يقف مع من هو وطني وصالح ولديه برنامج واضح.
العراق بحاجة الى المصالحة ولم الشمل ومداواة الجروح والابتعاد عن
الطائفية والمذهبية والعيش بسلام بين كل اطيافه واستيعاب كافة ابنائه وتوفير فرص
العيش الكريم لهم وعدم تهميش الاخر مهما كان.
والعراق بحاجة الى تغيير الوجوه والسياسات السابقة التي اغرقته في بحر من
الفوضى والارهاب والتردي والفساد.
<< Home