بسم الله الرحمن الرحيم

ثلاثة محاكمات لاتزال تنتظر صدام


لقد انتقل صدام حسين من محكمة اقصى ما يمكنها ان تعاقب به هو الاعدام الى محكمة اخرى عقوبتها نار الجحيم حيث يتمنى فيها المرأ الاعدام فلا يجده. ان عقوبة الاعدام لوحدها لاتكفي لبعض المجرمين لانها لاتساوي مقدار ما قاموا به من جرائم كما فعل صدام.

ومع ان صدام قد انتهى وطويت صفحة وجوده الا ان التأريخ سيضل يحاكمه مهما قيل او كتب عنه من قبل بعض المنتفعين والاتباع. صحيح ان التاريخ تكتبه ايادي متعددة ومتقاطعة وكل حسب ميوله ولكن الحكم على هذا التاريخ سيكون بيد اجيال ليس لها مصلحة متبقية مع الاشخاص الا بمقدار انتفاعهم منهم وهذا بالتأكيد سيضمحل. علاوة على ذلك فأن التاريخ في عصر التقدم والاتصالات لم يعد مقتصراً على فئة دون اخرى وهي عادةً ما كانت تضل بيد الفئة الحاكمة كما كان في السابق. ومن ابسط الامثلة على مغالطات التاريخ وتحريفه لصالح جهات حاكمة هو التاريخ العربي والاسلامي الذي اصبح اليوم في متناول الجميع ويمكن تمحيصه وانتقاد شخوصه دون قيد او شرط ودون قدسية غير مناسبة تحاط ببعض الشخوص التي حتى اذا اخطأت بحق الناس قيل ان لها أجراً لانها اجتهدت واخطأت!

التاريخ لايرحم وسيظل يحاكم الطغاة حتى بعد ناهاياتهم ومن هؤلاء صدام لان جرائمه وعنجهيته وتسلطه وما فعل بحق الشعب العراقي لاتنتهي ولايمكن ان يتم تغطيتها بمحكمة بسيطة. كما وان محاكمة الطاغية ستستمر وذلك بمحاكمة من اعانوه على تنفيذ جرائمه في الانفال والقتل الجماعي بحق الشيعة في الجنوب والوسط على مدى سني حكمه وخاصة خلال التسعينات ما بعد حربه مع الكويت ومحاكمة من تسببوا باعدام خيرة أبناء العراق من الشباب والمثقفين والمفكرين وغيرها من جرائم لاتعد ولاتحصى. هذه كلها ستكون جرائم محسوبة على صدام وان كان قد اعدم وانتهى.

ان نهاية صدام حسين هي عبرة يجب ان يعتبر بها كافة الطغاة ومن لف لفهم رغم انه كان اطغى الطغاة واكثرهم استهتاراً بحق شعبه. فقد تعمد صدام وبشكل متواصل على اذلال العراقيين سواء الذين يعملون تحت يديه او الذين لاعلاقة لهم به. ولقد تجبر وتكبر حتى وهو في داخل قفص الاتهام كان يحاول ان يسوق نفس الاسلوب الذي اتخذه فيما لو اتيح له ذلك.

ذهب صدام وبرزان وعواد بنفس الطريقة التي قتلوا بها الناس رغم ان ذلك اقل بكثير مما فعلوا هم بالابرياء من ضحاياهم. ولقد ذهبوا ملطخة ايديهم بالدماء وهم يحملون اوزاراً و الويل لهم مما حوت تلك الاوزار.

الله والتاريخ وما تبقى من محاكمات عراقية ستستمر بمحاكمة صدام رغم انتهاء وجوده من هذه الحياة.

وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين!

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter